الثلاثاء، يونيو ٢٦، ٢٠٠٧

العقائد الدرية شرح المتن السنوسية فى علم العقيدة

العقائد الدرية شرح المتن السنوسية
وهو شرح مختصر للغاية على متن السنوسية المشهور بأم البراهين للإمام السنوسى (السيد الشريف أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الحسين الحسيني الحسنى التلمساني المشهور بالسنوسي الأشعري ، عالم تلمسان في عصره، وصالحها ، ت 895 هـ)(
[1]) .
والشرح من تأليف الأستاذ الكامل الشيخ محمد الهاشمى ، أحد علماء الأزهر الشريف ، وقد فرغ من شرحه سنة 1330 هـ .
وقد طبع بالقاهرة : مصطفى الحلبى ، ط 3 ، 1377 هـ / 1958 م ، قطع صغير ، 40 ص .
والمتن أحد المتون المعتمدة بالأزهر الشريف فى علم العقيدة ، وقد تواتر علماء الأزهر الشريف على شرحه ووضع الحواشى على شروحه(
[2]) .
وقد وضع الشيخ الهاشمى شرحه فى أوائل القرن الرابع عشر الهجرى ، تلك الفترة التى شهدت الصدمة الحضارية مع الغرب ، وبدأ تيارات الإصلاح والتجديد إلى آخر ما هو مشهور متناول بتوسع فى غير موضع ، ولهذا فيمكن اعتبار شرح الهاشمى استجابة للحركة الثقافية والعلمية فى تلك الفترة ، ودليلا قويا على مدى استجابة علماء الأزهر الشريف للتجديد الأصيل ، بمعنى الارتكاز على مقومات الأصالة والتراث الإسلامى فى التواصل مع الزمان المعاصر .
ولهذا حافظ الشيخ الهاشمى على هذه الصلة بجعل شرحه على متن مشهور متداول ومعتمد إلى يومنا هذا ، وهو متن السنوسية أو أم البراهين للإمام السنوسى .
أما معالم التجديد فى شرح الهاشمى فتظهر فيما يلى :
1- مراعاة أن المتن مخاطب به المبتدئين ، ولهذا حرص على الابتعاد عن اللغة الاصطلاحية المتخصصة قدر الإمكان .
2- سهولة العبارة ، وعدم التعقيد .
3- عدم الاهتمام بالمناقشات اللفظية ، والتركيز على المباحث العلمية فحسب .
4- تمهيد ذهن الطالب للمستوى العلمى الأعلى بطرح رؤوس مسائل أوسع لم يتطرق إليه المتن ، ولكن يطرحها بأسلوب سهل وسلس تشويقا للطالب لاستمرار البحث والسؤال .
5- الالتزام المطلق بأصول أهل السنة والجماعة على ما قرره السادة الأشاعرة .
6- الاهتمام بتقرير الأدلة التى ساقها السنوسى فى متنه ، والتى اعتنى فيها بتقرير أدلة مسائل العقيدة من العقل أولا ، ثم من النقل ، على ما جرى عليه كثير من المتكلمين من تقديم الدليل العقلى ، لأنه لولا العقل لما أدركنا النقل ، لأن دليل العقل يصلح للمسلم وغير المسلم ، بخلاف دليل النقل فلا يخاطب به إلا المسلم المؤمن بالكتاب والسنة فحسب .
7- ومع كون السنوسى يقرر أدلته العقلية بناء على الأقيسة والقواعد المنطقية دون توضيح لكيفية ذلك اختصارا ، فإن الشارح مراعاة للمبتدئ يوضح كلام المصنف دون إيغال أيضا فى الناحية المنطقية ، بخلاف المتقدمين من الشراح الذين يعتنون ببيان كيفية ترتيب القياس الذى ساقه المصنف ، ومن أى نوع هو ، ومن أى شكل ، وكيفية إنتاجه ... إلخ تدريبا للطلاب على كيفية تقرير الأقيسة ، {ولكل وجهة هو موليها} .
وختاما فإن هذا الشرح من أفضل ما يقرأه طالب العلم المتبدئ فى علم العقيدة .

([1]) انظر ترجمته ومؤلفاته : كشف الظنون (1/170) ، هدية العارفين (2/61) ، معجم المطبوعات (ص 1058) ، الأعلام للزركلى (7/154) ، معجم المؤلفين (12/132) ، اكتفاء القنوع (ص 58) .
([2]) انظر بخصوصها : بحثنا : http://esamanas.googlepages.com/تاريخالمناهجالشرعيةفىالأزهرالشريففىالقرن

ليست هناك تعليقات: